البحث عن الرجل على الحمار الأبيض“ هو مشروع تصويريّ للفنان يعقوب يسرائيل، والذي سيتتم هذا العام سنته الخامسة كفنان ضيف على ورشات الفنانين في القدس.1

 
    خرج الفنان ضمن هذا المشروع، في رحلة تصويريّة واسعة امتدت على عشر سنوات، في مختلف انحاء البلاد على جغرافيتها الماديّة والروحانيّة. اخذه تجواله هذا الى منطقة قريبة من البحر الميت وهناك التقى برجل فلسطيني يركب حمارا ابيضا. شحن هذا اللقاء سلسلة أعماله هذه، وأمدها بمعان جديدة محولا رحلته التصويرية الى بحث عن خلاص او وعد لم يتحقق.1
 
    يستقي هذا المشروع وحيه من تقاليد التصوير الأمريكيّة والتي ترتكز على رحلات ملحميّة يجتمع من خلالها الفنان بشخصيات ومناظر طبيعيّة قروية، تجسّد المكان والحقبة التاريخية سياسيا وإجتماعيا. ولكن، بينما تستغرق الرحلات في أمريكا شهورا وحتى سنوات، على شوارع لا نهائية، ففي بلادنا الصغيرة يعود الفنان مع نهاية كل يوم الى بيته. وهكذا، وجد يعقوب يسرائيل نفسه يعود مرارا وتكرارا لذات الأماكن، في مسعى دائري يعود على ذاته كذكرى مؤرقة من الصعب التخلص منها.1
 
    استعاضت الأعمال التصويرية عن الأبعاد المادية والجغرافية في الرحلات الأمريكية بحميمية نتجت عن العودة إلى ذات المشاهد الطبيعية مرة تلو الاخرى، ومن اللقاء مع شخصيات تعيش على هامش المجتمع الاسرائيلي. تبدو الشخصيات على اختلافها: الفلسطيني واليهودي، المتديّن والعلمانيّ، اولئك الذين تضرب شرورشهم عميقا بالأرض او عابري السبيل مثل الفنان – تبدو كلها منفصلة عن الزمن، من غير الواضح اذا ما كانت حبيسة زمن ولى ام انها تصون ما تبقى بعد الدمار. 1