להאמין Believe إرتياء

ورد ذكر جبل صهيون عشرات المرات في الكتب النبوية اليهودية القديمة وفي المزامير على أنه الجبل المقدس في القدس أو باعتباره المكان المقدس الذي اختاره الله مسكنًا له. وفقًا للتقاليد المسيحية، حلت الروح القدس على الرسل عندما كانوا على جبل صهيون في عيد العنصرة، كما ورد في “أعمال الرسل”. يُطلق على الجبل في الإسلام “جبل النبي داود” نسبة إلى النبي داود (الملك داود) الذي يقع ضريحه على الجبل. في قلب جبل صهيون، في هيكل فريد من نوعه، ربما يكون من بين الوحيدين في البلاد، تستقر معتقدات الديانات التوحيدية الثلاثة معًا تحت سقف واحد. وفقًا للتقاليد اليهودية، يقف قبر الملك داود في الطابق الأول. وفقًا للتقاليد الإسلامية، تم دفن النبي داود في هذا المكان تحت شاهد قبر حجري كبير. في عام 1550 أصبح المكان مسجدًا، ولا تزال بقاياه موجودة في جميع أنحاء المبنى، وفي الطابق الثاني توجد غرفة العشاء السرّي. من المحتمل أن يكون سبب هذا الوجود متعدد الأديان هو حقيقة أنه لم يتم العثور على أي دليل أثري في المكان من شأنه أن يكون بمثابة دليل فعلي على عدم حدوث أي من هذه الأحداث القديمة هناك. في الوقت نفسه، من جانب جميع الأديان، يوجد شيء واحد مؤكد فيه – الإيمان.

إلى جانب الحياة الروحية والسماوية التي تتشكل على جبل صهيون منذ آلاف السنين، هناك أيضًا الحياة الدنيوية، اليومية، والتي ترتبط أيضًا بتاريخ القدس السياسي. في القرن السادس عشر، عين سلطان الدولة العثمانية سليمان الأول الشيخ أحمد الدجاني وصيًا على قبر النبي داود بسبب قدسية المكان. منذ حوالي 400 عام، كانت عائلة الدجاني تحرس المقبرة ومحيطها. بشكل رئيسي في القرن التاسع عشر، بنى أفراد العائلة الحي الذي سمي على اسمهم “الدجانية”، والذي كان يضم مساكن ومقبرة حول المجمع. في ذلك الوقت، مع تحسن العلاقات بين السلطات العثمانية وسكان المدينة من غير المسلمين، وسن معاهدات الاستسلام، عاد المسيحيون إلى جبل صهيون وقاموا ببناء العديد من المرافق الدينية، من بينها مدرسة جوبات، ودير دورميتيون، ودير أدسينكيلوم الفرنسيسكاني. في المنطقة المجاورة لجبل صهيون، يمكننا أيضًا العثور على الحي الأرمني، الذي ربما تم إنشاؤه في العصور الوسطى، مع وجود بعض مبانيه أيضًا على الجبل. منذ ذلك الحين، شكل الجبل موطنًا للعديد من المجتمعات المتنوعة، وكلها تعيش على نفس قطعة الأرض.

في أيار 1948، مع احتلال جبل صهيون من قبل اللواء الرابع في البلماح، تهجّر أفراد عائلة الدجاني من منازلهم وتم تقسيم المكان بحيث أصبح جزء منه تحت السيطرة الإسرائيلية وجزءًا تحت السيطرة الأردنية. ابتداءً من الخمسينيات من القرن الماضي، تحولت منازل عائلة الدجاني في الجزء الإسرائيلي تدريجياً إلى مؤسسات دينية يهودية ومنازل خاصة ومؤسسات عامة، ارتبط بعضها بالثقافة الإسرائيلية الناشئة: في الستينيات، عمل في جبل صهيون فرع من مدرسة الفنون “بتسلئيل”، النحات ديفيد بالموبو، عاش هناك في منزل لا يزال قائماً حتى اليوم، ونشأ في الجبل لمدة عشرين عامًا برنامج إقامة للفنانين من الخارج (JCVA) أنشأه القيم يونا فيشر مع صندوق القدس. تثير العلاقة العميقة بين أملاك الغائبين والمؤسسات الثقافية العديد من الأسئلة في هذا المعرض حول دور الفن في مناطق الصراع.

نظرًا للعديد من الجماعات الموجودة عليه اليوم، يتمتع جبل صهيون بقوام فريد وحساس ومتقلب، ويتألف من معتقدات وأراضي وروايات متوازية تتعلق بنفس قطعة الأرض. في الوقت نفسه، سيطر التطرف الديني اليهودي على المنطقة في السنوات الأخيرة، مما أثر على الحياة اليومية لمحيطها. في ضوء ذلك، بسعى إرتياء أن يكون معرضًا للتعددية الثقافية في وسط منطقة نزاع، حيث يمكن التعبير عن تعددية المجتمعات والثقافات التي تشكل جزءًا من هذا المكان بحرية.